كشف رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان عن مطالبة بعض القوى السياسية بتغيير نظام الحكم ليكون رئاسيا، وأكد قدرة السودان على تنظيم انتخابات خلال عام ونصف حال التوافق عليها.
وتقترح قوى سياسية في السودان إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها البلاد منذ أكتوبر الماضي عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش مطيحا بشركائه المدنيين الذين قاسموه السلطة.
وقال البرهان في حوار أجرته صحيفة “الشرق الأوسط” نشر الاربعاء “أنه فيما يتعلق بالانتخابات، فإن الأجهزة المعنية بها موجودة أصلاً، كما أن هناك جزءاً كبيراً من اللوجيستيات ذات الصلة متوافرة حالياً، حيث إن 80 في المائة من مطلوباتها محفوظة لدى مفوضية الانتخابات، ونعني بها المفوضية السابقة”.
وتابع ” يقيني أنه متى حصل شكل من التوافق الوطني بين القوى السياسية، فإنها لا تحتاج إلى أكثر من عام أو عام ونصف العام. لكن نظراً إلى وجود رؤى أخرى مطروحة من قبل بعض الأصوات وبعض القوى السياسية تتحدث عن ضرورة تغيير نظام الحكم في السودان، فلو حدث توافق وطني من القوى السياسية على ذلك واختارت نظاماً رئاسياً، فإنه حتماً سيكون الجهد المطلوب لتنفيذ الانتخابات أقل وأسرع”.
وأكد البرهان أن الشباب الذين يخرجون في المظاهرات التي يشهدها السودان هم القوى الحقيقية التي خلقت التغيير.
وأضاف “هم القوى الحقيقية المفترض أن تكون صاحبة الصوت الأعلى لبناء المرحلة الانتقالية، لأنهم يعملون لوحدهم ولفترات طويلة من دون أن يروا مستقبلاً للسودان مختلفاً عما كان عليه في الماضي”.
وكشف البرهان عن إجراءات تتخذ بشأن قتل المتظاهرين وأشار لوجود عدد من المتحفظ عليهم من الأجهزة الرسمية يشتبه بأنهم نفذوا عمليات قتل لبعض الضحايا.
وجدد تأكيده بوجود طرف ثالث متورط في قتل المحتجين وتابع”من المؤكد هناك طرف ثالث في عمليات قتل بعض المتظاهرين في الشارع السوداني، سواء كان ذلك بقصد أو من خلال عمليات الدفع المختلفة عند الاشتباك بين المتظاهرين وأطراف أخرى”.
وتتهم الأجهزة الأمنية بالتورط في قتل المتظاهرين بسبب استخدامها الذخيرة الحية وأدى إطلاق النار على المحتجين من قبل الشرطة منذ اندلاع الاحتجاجات أواخر أكتوبر لمقتل نحو 88 متظاهر وإصابة أكثر من 3000 وفقاً لبيانات تصدرها باستمرار لجان طبية.
وتابع البرهان “الذين سقطوا في المظاهرات يقيننا أنه في نهاية الأمر المسؤولية هي مسؤولية الدولة وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في اعتقال أولئك الذين يزهقون الأرواح”.
وبشأن المطالبات بمحاكمة قادة ورموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير أكد المسؤول السوداني “أن السودان يتمتع بإرث قضائي قديم مشهود له باستقلاليته، حيث إن السلطات التنفيذية والسيادية لن تتدخل في العمل القضائي على الإطلاق، ولذلك فإن الإجراءات القضائية والعدلية تسير بالصورة العادية”.
وبرر القبض على أعضاء لجنة إزالة التمكين لوجود مخالفات صاحبت عمل اللجنة كشفت عنه لجنة مراجعة قرارات التمكين التي شكلها عقب قرارات 25 أكتوبر.
ودافع البرهان عن إقامة السودان علاقات مع دولة إسرائيل ورفض توصيف الزيارات المتبادلة بين الخرطوم وتل أبيب بالسرية، إذ لا تعدو عن كونها زيارات تهدف إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلوماتية، ولا تحتاج إلى إعلان أو إخفاء.
