الرؤية نيوز

إبراهيم عربي يكتب: (جنوب كردفان)..الصلح خير (2 – 3)

0


الواقع أن هناك إستياء وغبن وإحباط  إنتاب مكونات محليات كادقلي الكبرى إزاء غياب المركز عن مراسيم التوقيع علي وثيقة الصلح والتي بذلت  فيها آلية التصالحات بالولاية جهودا مقدرة بسداد المركز لمبلغ التعويضات فضلا عن جهود الولاية لإخماد جذوة الإقتتال الذي وقعت أحداثة في رمضان 2020 بكادقلي فألقت بظلال سالب علي مجمل مناحي الحياة ولازالت كادقلي تعيش حظرا للتجوال منذ عامين ، ومن بشريات التصالح لأول مرة تتجاوز بعض القيادات خور حجر المك شرقا .
علي العموم غادرنا كادقلي وفي النفس شيئ من حتي ..! فلا تزال تساؤلات المواطنين هناك تراوح مكانها لماذا غاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن البرهان ؟ ولماذا غاب نائبه الفريق أول حميدتي ؟ ولماذا غاب عضو المجلس السيادي الفريق أول ركن الكباشي إبن الولاية ؟! وقد حملت البوسترات إسمه ضيف شرف المناسبة ، فما نعلمه أن الكباشي كان يعد العدة لبداية جادة لتنفيذ طريق (الدلنج – هبيلا) وحل مشكلة الطريق الدائري (البعاتي) ليتزامن معها وضع حد للتصالحات الثلاثة بضربة صلح واحدة تنهي الخلافات للتتفجر مشروعات التنمية والخدمات بالولاية ولكن سمح القول في خشيم سيدو..!) ، بلا شك إنها تساؤلات مهمة لم تشفع لها المبررات التي ساقها الوالي موسي جبر (الغايب عذره معاه ..!!) .
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا غاب عضو مجلس السيادة مالك عقار الذي وقعت له جنوب كردفان في (كرتلة السلام) ؟! ، وقد حلت طائرتهم الرئاسية كادقلي قبل إسبوع ورفيقه الطاهر حجر ورفيقتهما بثينة دينار التي جاءت وزيرا للحكم الإتحادي ممتطية ظهور أهلها بالجبال ، ورهط من شلتهم من أصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح ، جاءوا كادقلي منصبين الرشيد الجبلين نائبا للحاكم في الجنوب الجديد وليس نائبا للحاكم في النيل الأزرق والتي كانت تستحقها جنوب كردفان وفقا لتطبيقات إتفاقية السلام التي فرضت واقعا جديدا لابد من التعامل معه بحكمة ..!.
مع الأسف جاء هؤلاء مستأسدين بكرسي السلطة سمبلة دون دفع إستحقاقات فاتورة السلام بالولاية ، إنها حقا إزدواجية معايير وسياسة الكيل بمكيالين ، ولكن أيضا لماذا غاب الجنرال جلاب الذي إنزوى مشغولا بنفسه مغدورا به ، علي كل أعتقد أن السلام في جنوب كردفان لن ولم يكن سلاما حلوا ذو مذاق إلا بإنضمام الحلو … !
علي العموم كانت كادقلي في أمس الحاجة لتشريف مجلس السيادة هذه الإحتفائية التصالحية والتي قال عنها ياسر كباشي مسؤول الإعلام بالآلية أنهم نجحوا في تحقيق إختراقا مجتمعيا بين المكونات وألقوا حجرا في بركة ساكنة فأصبحت تحديا أمام الأجهزة التنفيذية الأمنية والعدلية والإدارية لتنفيذ مقررات وثيقة الصلح ، ومأمول لها أن تكون مدخلا لحل مشاكل الولاية لإكمال التصالحات في الدلنج بين (الغلفان ودار نعيلة) التي أرقت المنطقة كثيرا بسبب تقاطعات المصالح بين (الجرون والقرون) وقد أصبحت الحركة الشعبية – شمال (الحلو) بذاتها طرفا فيها ، فضلا عن طي صفحة الخلافات الدموية في المنطقة الشرقية مابين (الكواهلة وكنانة والنوبة لوقان ودار علي) والتي ألقت بظلال سالب علي المنطقة الإقتصادية المهمة بسبب الحمية والتناصر والتنادي القبلي ، كادت أن تتطور المشكلة لحرب قبلية شاملة مضت في سبيل حلها (20) مبادرة قومية وولائية ومحلية لها جهدها المقدر ، ولكن أعتقد إنها في حاجة لمبادرة شاملة تقودها الإدارة الأهلية القومية ويرعاها مجلس السيادة .
المتابع لمشكلة تجدد الحرب في الجنوب الجديد يجد إنها مشكلة السودان في جنوب كردفان بسبب تحقيق مكاسب سياسية ليس لأهلها ناقة فيها ولا جمل ، إندلعت بسبب التشاكس والخلافات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، جاءت وبالا وخصما علي المجتمع فرقت بين المرء وزوجه والبنت وأمها والولد وأبيه ، ولذلك طال الإقتتال بطن البيت الواحد وبالتالي ألقت بظلال سالب علي النسيج الإجتماعي من قتل وجرح وتنزيح وتشريد وهدم الممتلكات العامة والخاصة وإفقار تتطورت في بعدها لمشاكل إثنية وثقافية تماهيا مع أهواء البعض ، ولذلك دعا الوالي موسي جبر لتجاوزها بمصطلح (عرب نوب أو نوب عرب) تماما كما طالبت وثيقة صلح كادقلي بمشاركة (أصحاب المصلحة) في المفاوضات المقبلة لحل مشكلة الحرب في جنوب كردفان وكل ما يخطط له بشأن مستقبل الولاية .
أعتقد تلكم الخصوصية أدركها الرفيق كوكو إدريس قائد (موبايل فورس بالجيش الشعبي) فمد يده للتصالح مع خاله العميد ركن الأمير كافي طيارة ، فرد الأمير الصاع صاعين فجعل حفيده نجل كوكو إدريس من المقربين منه وحرسا خاصا له ، حقا إنها خصوصية الحرب في جنوب كردفان ، والتي أدركها الأمير باكرا ليقود مبادرات الصلح والسلام ومتقدما الركب قائدا لانجاح فكرة أسواق السلام (الجوار الآمن) والتي زللت سبل العيش للمجتمع بالطرفين تماما كما أصبحت بذاتها فرصة للاسر للتلاقي والتشاور والتفاكر لحلحلة بعد المشاكل المجتمعية وقضاء الحاجيات ، وحملت بعضها تزاوجا وأفراحا وأعراسا .
أعتقد من محاسن فكرة الأسواق المشتركة المقننة إنها قضت علي ظاهرة السمبك ، ولكنها أيضا كانت فرصة إستثمرها الحلو جيدا في ظل حياة اللا سلم واللا حرب لينفتح علي الإدارات الأهلية وبعض الرموز والأعيان القبلية في جنوب كردفان ، ولذلك تمت دعوة هؤلاء للمشاركة في عدد من الورش والسنمارات بكل من جوبا وكاودا بدعم من منظمات وواجهات مقربة من الحلو . 
أعتقد ان الحلو هدف من الخطوة تحييد أهل جنوب كردفان في صفه والدفاع عنه وعن مشروعه (السودان الجديد) ، وهذا ما إلتمسته واقعا من بعض الذين خاطبهم الحلو شخصيا وتؤكد أن الحلو ماض في خطى السلام وقريبا جدا منه ..!، قطعا الحرب حالة إستثنائية وقد هبط مؤشرها وارتفع مؤشر السلام ، وربما كثرت الضغوط الدولية والإقليمية والمحلية علي الحلو لأجل السلام ، ولذلك إتجه الرجل ليعد العدة للبديل إن كان عبر الإستفتاء أو وحدة الصف حول مشروعه ، ولذلك إنطلقت دعوات منتقاة لقيادات أهلية للقاءات ومشاورات بكاودا خاطبها الحلو شخصيا وبل أصبحت كاودا نفسها قبلة للعلاج لكافة أهل جنوب كردفان إلا من أبى .
نواصل الختام غدا …
الرادار .. الأربعاء 23 مارس 2022 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!