الرؤية نيوز

دكتور الجزولي شوكة حوت داخل حلقوم قحت – بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن

0


 
     اعتقلت الاستخبارات العسكرية أمس رئيس حزب دولة القانون والتنمية الدكتور محمد علي الجزولي ، وبغض النظر عن ملابسات الإعتقال إلا أنّ المدنيين عادة من المفترض أن تعتقلهم الأجهزة الشرطيّة ، وذلك بعد أن تقدم الأجهزة الأمنيّة المعلومة التي تستدعي الإعتقال ، فمهما يكن من أمر فقد تمّ إعتقال دكتور الجزولي الصوت الذي يصدح بالحق ويشير الى الخلل في منظومة حاكمة قائمة على الخلل منذ ولادتها إلى وفاتها فما بني على باطل فهو باطل .
   عرف الأخ رئيس حزب دولة القانون بقول الحق والدعوة اليه ، فهنالك الكثير مما قاله يكشف حقيقة المهددات الأمنيّة التي تواجه السودان ، سواء كانت تدخلات اقليمية تريد فرض التبعيّة على السودان وتجريده من هويته، أو كان هذا التدخل هيمنة دوليّة تريد اذلال السودان وفرض الوصاية عليه أو أممية تريد الانتقاص من سيادة السودان ، فما قام به دكتور الجزولي تعرية هذه الجهات وكشفها أمام الرأي العام وبالتالي إفشال المخططات الأجنبيّة التي تستهدف مستقبل السودان ، دكتورالجزولي يفعل كل ذلك وقف منهج علمي مدروس قوامه منصات إعلاميّة يديرها باقتدار، وتساعده في ذلك قوّة الحجّة القائمة على القدرة على التحليل وإمتلاكه ناصية اللغة وسرعة البديهة ، هذه المؤهلات جعلت رئيس حزب دولة القانون في مصاف عمالقة السياسة السودانيّة فقد (فات الكبار والقدرو) ، ليصبح بذلك (شوكة حوت ، لا بتتبلع ولا بتفوت )، فهو كما كان شوكة حوت في عهد حكومة الإنقاذ التي أدمنت إعتقاله منذ العام 2011 (فلا يطلق سراحه إلا ليعتقل مجددا) وكان آخر من خرج من سجون الإنقاذ وذلك بعد الحادي عشر من ابريل ، لقد فشلت الإنقاذ في ترويضه واثنائه عما يؤمن به وهي تستخدم سيفها تارة وتستعين بذهبها تارة أخرى دون أن تلين لدكتور الجزولي قناة .
يظلّ دكتور الجزولي هو دكتور الجزولي معدن أصيل لا تؤثر على جوهره الشوائب وإن كثرت وتراكمت ، ولا تصرفه المغريات عن الصدح بالحق الذي يؤمن به ، وذلك هو منهج الأنبياء والمصلحين الذين لا يبيعون المبادئ  بالمصالح ،  لذلك اعتصم بالحق ورفض كل العروض التي تقدم اليه ليتماهى مع الوضع القائم ، رفضها وفي المقابل استمر كشوكة حوت في حلقوم حكومة قحت .
   في ظلّ الاستقطاب الإقليمي الهائل على الأحزاب السياسيّة السودانيّة ، نجد أنّ الدكتور الجزولي نأى بحزبه عن أباطرة البترودولار كما نأى بحزبه عن أباطرة اليورو دولار ، ليشق الحزب طريقه معتمداً على ذاته عبر عضويّة تمتد من الليري جنوباً الى حلفا شمالاً ومن خور برنقا غرباً الى سواكن شرقاً .
 اعتقال رئيس دولة القانون هو بمثابة تمهيد لعمل قادم ، فقد أراد المعتقلون بفعلتهم هذه تحييد الفضاء الإعلامي في الأيام المقبلة حيث الثغرات الهائلة في اتفاق سلام جوبا والذي قد يقود السودان نحو التشظي ، كما أنّ ماتقوم به البعثة الأمميّة السياسيّة الشاملة قد يجعل الولدان شيباً ، ومن يفضح ذلك عبر منصات إعلاميّة رائدة غير دكتور الجزولي ؟ لذلك سارعوا باعتقاله (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله  الا القوم الخاسرون) صدق الله العظيم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!