الرؤية نيوز

تحركات فولكر بيرتيس الأخيرة… محاولات تعديل المائل

0

تقرير- محجوب عثمان

حفل اليومان الماضيان بالعديد من الأنشطة التي تحاول بها عديد من الأطراف الخروج من نفق الأزمة الضيق الذي أدخلت فيه البلاد بكاملها بفعل الانقلاب العسكري في أكتوبر الماضي، ما خلف أزمة سياسية فاقمت من الأزمة الاقتصادية ووضعت البلاد بأجمعها على شفير الانهيار، فضلاً عن كونها أججت الشارع الذي مهر نضاله المستمر بدماء (102) شهيد وآلاف الجرحى في مواجهات شبه يومية بين الثوار والقوات النظامية.. وفي محاولات إنهاء الأزمة التي تكمل اليوم (236) يوماً من عمرها قدمت عديداً من المبادرات وأحدثت بالفعل مبادرة الآلية الثلاثية “الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، إيقاد” اختراقاً سرعان ما اصطدم بحائط الرفض كونه استصحب أحزاباً ظلت تشارك الناظم البائد الحكم حتى سقوطه، ومن ثم جاء اختراق الوساطة الأمريكية السعودية الذي هدف لإعادة ترتيب أوراق الآلية الثلاثية لتكون مدخلاً للحل لا لمزيد من التأزيم.

نعي

خلال الجلسة الافتتاحية لحوار الآلية وبعد أن تأكد عدم حضور قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة ومشاركتهم فيه، لم يجد عراب الحوار مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لباد طريقاً غير أن ينعي الحوار ويقول، إن من يشاركون فيه الآن لن يحدثوا اختراقاً في الأزمة ومن ثم تم لاحقاً تعليق الحوار إلى أجل غير مسمى، خاصة بعد اختراق الوساطة الأمريكية السعودية التي نجحت لأول مرة منذ الانقلاب في أن تجمع بين وفد من قوى الحرية والمجلس المركزي والمكون العسكري، في اللقاء الذي التأم ببيت السفير السعودي وأخرج الكثير من الهواء الساخن الذي كان يعتمل في صدور الجانبين.

تعديل الوضع

الاختراق الذي حدث بعد اجتماع بيت السفير السعودي جعل رئيس الآلية الثلاثية رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان “يونتامس” فولكر بيرتيس، يقود تحركات كبيرة ويمضي في محاولة لإنقاذ الحوار بتعديل الوضع المائل، فكان أن أكد أكثر من مرة أن لا حل للأزمة في البلاد دون الشباب، غير أن تصريحاً جديداً له أمس أكد فيه عدم محاورة الإسلاميين من الأحزاب المحظورة.

إقرار العسكر

فولكر نجح من خلال اجتماع مع اللجنة العسكرية الثلاثية بمجلس السيادة، أمس الأول في انتزاع إقرار منهم بضرورة تجاوز الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد حالياً. وقال فولكر في تصريح صحفى، إن اللقاء ناقش دفع عملية الحوار السياسي لإخراج السودان من الأزمة الحالية، ولفت إلى حرص الآلية الثلاثية على تسهيل الحوار بين مكونات الشعب السوداني. وأضاف “إن اللجنة العسكرية الثلاثية للحوار الوطني، أكدت ضرورة الإسراع في العملية السياسية للحوار”.

موافقة الأطراف

وخلال الاجتماع نقل فولكر أيضاً تأكيدات الأطراف السياسية على أهمية حل الأزمة الراهنة، وقال “إن تلك التأكيدات تخلق حالة من التفاؤل بأننا وصلنا مرحلة اتفاق الأطراف الفاعلة في المعادلة السياسية والمجتمع السوداني، لإيجاد حل للأزمة السودانية في أقرب وقت ممكن”.

قطع طريق

وتمضي تحركات فولكر أبعد من خلال حديث أدلى به لقناة الحرة سيتم بثه خلال اليوم “السبت” فولكر بيرتس، أكد من خلاله قطع الطريق أمام استصحاب القوى السياسية الإسلاموية، مؤكداً أنه لا نية للبعثة بالتحدث مع الإسلاميين من الأحزاب المحظورة أو إشراكهم في الحوار، ونفى مهادنة أطراف معينة في الداخل السوداني.

أسباب تأجيل الحوار

وتحدث عن الأسباب التي أدت إلى تأجيل جلسة حوار مباشر بين أهم الأطراف السودانية، وقال: “إن الجلسة كانت تهدف لتسهيل حوار سوداني- سوداني للخروج من الأزمة الحالية غير أن الأطراف المهمة وغير المهمة لم تكن موجودة” ومضى في تعريف القوى المهمة بأنها “أطراف تمتلك مفتاح حل الأزمة مثل قوى الحرية والتغيير والعسكريين”.

سيادة

بيرتيس أكد عدم مهادنة البعثة لأي أطراف معينة، وقال “نعمل وفقاً لقوانين هذا البلد.. ليس لدينا نية في أن نتحدث مع الإسلاميين أو إشراكهم في الحوار، ولكن في الوقت عينه، لا نملك سيادة، السودان دولة ذات سيادة، وإن كانت هناك قوانين تقول إن هذا الحزب ممنوع فلا أستطيع أن أعمل معه بل أعمل وفق قوانين هذه الدولة”.

دور الشباب

وتعليقاً على مقتل أحد المتظاهرين في مدينة أم درمان أثناء احتجاجات للمطالبة بالحكم المدني، قال بيرتيس: “المتظاهرون أو المواكب ولجان المقاومة كانوا عناصر مهمة لدفع بقية الأطراف إلى قبول التفاوض والمحادثات، لو لم تكن هناك مقاومة للانقلاب لما قامت السلطات بقبول المحادثات والتفاوض”. واعتبر بيرتس أن لجان المقاومة “لعبت ولا تزال تلعب دوراً مهما، لأن الأحزاب والعسكر والقوى الفاعلة أدركوا مؤخراً أنه من دون الشباب لا حل في هذه البلاد”.

ويرى رئيس بعثة الأمم المتحدة، أن الاتحاد الأفريقي لديه وسيلة ضغط ملموسة تتمثل في تعليق عضوية السودان إذا لم يتم التوصل إلى حل للأزمة.

وأضاف: أعتقد أن الكل مدرك أن السودان يجب أن يخرج من الحالة شبه المعزولة من الاتحاد الأفريقي. ليس بإمكان البنك الدولي والدول المانحة تشكيل ضغط سياسي، ولكنها بحاجة للتعامل مع حكومة”.

محاولة إنقاذ

ويرى المحلل السياسي والخبير القانوني ياسر عثمان أن فولكر يسعى الآن بكل ما يملك لأن يكون فاعلاً في حل الأزمة السياسية، وإلا فإن مهمته التي ابتعث من أجلها ستبوء بالفشل، مشيراً إلى أن فولكر أدرك متأخراً أن أي حوار لا يتسصحب قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة التي تمتلك آليات الشارع، فإنه لن يصل إلى نتيجة تحل الأزمة السياسية في البلاد. ولفت ياسر في حديث لـ(الحراك) أن القوى السياسية التي لبت نداء فولكر ليست لديها أي خلافات مع القوى الانقلابية، وهي تريد فقط أن تشرعن الانقلاب وهو الأمر الذي لن يؤدي لحل الأزمة. وأوضح أن فولكر جاء متأخراً وقال “إن تأتي متأخراً خير من أن ألا تأتي”.

فشل الآلية

وبالمقابل يرى المحلل السياسي محمد أحمد علي عبد الباقي أن مهمة فولكر باءت بالفشل منذ أن أدخل في معيته محمد الحسن ولد لباد الذي هندس أول هبوط ناعم لقوى الحرية والتغيير عبر الوثيقة الدستورية، بأن جمع الحرية والتغيير مع المكون العسكري عقب فض الاعتصام، وأن نجاح مهمته في الهبوط الناعم تلك أغراه بأن يعود من جديد ليجهض الثورة عبر إعادة فلول النظام البائد ومن شاركهم في الحكم حتى سقوطهم. وقال إن حوار الآلية لن يسفر عن أي جديد وستظل الأزمة تراوح مكانها، سيما بعد تأكيد الشارع عدم القبول بأي مساومة لا تعيد العسكر إلى ثكناتهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!