الرؤية نيوز

د.الصادق البشير احمد يكتب: كُنْجارة قرية من عمق الفداء

0

كنجارة قرية تنتسب الى اسم مجموعة قبائل متناصرة متعاونة متصاهرة لها تاريخ عميق هي بالأصل صرة القائد النور ابراهيم احمد مفرح [النور كبير ] اصل اب عن جد تبعد كنجارة على جغرافية الأرض عن مدينة النهود بمساحة تقدر بــ 8 كيلو مترات ولا تزيد عن الــ 20 دقيقة من الزمن
لماذا كنجارة وما هي وكيف الوصول اليها ومتى؟ بداءً المجتمعات والدول المتحضرة لها في مناشط وبرامج التنمية أبعاد ومميزات في بناء القادة وتحفيزهم ليكونوا مقتدرين ومميزين بالابداع وفن القيادة والتخطيط السليم لقضاء حوائج الناس والقيام بالواجب والا تأخرت تلك المجموعات وتلاشت من الوجود في رحلة قصيرة في مساحة الأرض وساعة الزمن لقرية وديعة هادئة مطمئنة ومن خلال الحديث والمؤانسة وبعض التقاط الحروف والصور والجمل تعرفنا على منهجية عمل تنموي في حياة الانسان الريفي بتداخل وتشبيك محكم ومتزايد مع مؤسسات داعمة خلقت مجتمع نامي متقدم متحرك من هنا بدأت نقطة التوقف في رحلتنا الى منطقة كنجارة الجميلة بصحبة ابنها النور ابراهيم احمد مفرح المشهور بالنور كبير ، الطريق الى كنجارة يمتاز بطبيعة غابية وشجيرات ورمال ومجاري مياه هنا وهناك وفي الغابات اشجار هشاب مثمرة بالطبع غطاء نباتي عامر ومكتظ وكثيف لانواع متعددة من الاشجار ، معالمها التي بدأت في طريقنا سحر وجمال وبكور موسم الخربف روعة الطبيعة ‎المميزة بالسحر الجمالي الخلاب رمال مغطاة بالشجيرات لتجعل منها أجمل المواقع
حول مدينة النهود العريقة في تاريخ السودان عاصمة دار حمر ، مناظر خريفية أراضي عشبية خضراء ، كان المكان وجهة مناسبة للاستمتاع بالطبيعة وملاذا للراغبين في الاستمتاع بالهدوء والسكينة وهي نقطة انطلاق لمشروع سقيا القرى المستقبلي. تحركنا عقب صلاة ظهر اليوم الاول لعيد الفداء بعد زيارة اخوية خالصة للاخ النور كبير بمنزله تلونت الرفقة الطيبة بالرجل الصبوح عبد الله والاستاذ سعيد حسين الشريف انضم الينا بكنجارة رجل مسؤول عن مشروعات التنمية الاخ ادم ابراهيم رجل مليان ثقة مليان كرم مليان كل شي ومجموعة شباب ضيوف على مدينة النهود مثل حالنا ، واصلنا الرحلة وبدانا بمعايدة الأهل اتحفونا بكرم الضيافة الفياض وهم اهل كرم من الرجال والنساء تتفضل جوة تصافح تسلم تسمع دعواتهم الأمهات البسطاء الطيبين وامنياتهم تسبق تسالم الأيادي بطبيعة اهل القرى اول ما تبادر لذهن الدكتور حسين البدوي استاذ الدراسات الاسلامية بالجامعات السودانية وهو برفقة الرحلة ان اهل المدينة مساكين في يوم عيدهم كقيمة مجتمعية مخلصة بنفوس بيضاء وقلوب متيقنة ودعوات لا يحجبها من القبول الا رفع الايادي والإلحاح لله رب العالمين ، في المنطقة معالم للتاريخ محفوظة بصدور الرجال واخرى بوريقات شيخ النور تعرفنا من قصصهم ان قرية كنجارة انجبت من الرجال والنساء من اسسوا ثلاثة عشر قرية انتشرت في بقاع السودان المختلفة ثم توقفنا على رهد ام قرينات الذي ترده اكثر من ثلاثة عشر قرية لطلب ماء الشرب حال العطش فسميت به ثم العلامة الثابتة والشامخة للتبلدية ام بيت ولا زالت خضرء تلد الجريوات وبجوار مشروع المياه تجلس في كبرياء التبلدية المسمية فرنوبة والتبلدية الرقيقة. ما المسبب في السرد وما الغريب في الزيارة ، حسناً فعلت بعض النخب السياسية في بلادنا باعداد قادة ورموز مجتمع ورجال ترتكز عليهم عمليات البناء والتحريك المجتمعي فقائد مثل النور كبير حري به قيادة دفة التغيير للأفضل الذي نعي ونقصد وليس تغيير الشعارات والهتافية والتتريس بل هو عدل بين الناس وطهارة يد ومسايد ومدارس ودوانكي مياه ، بعد المعايدة لارحام الاخ النور وجيرانهم مررنا على مشروع للحياة لسقيا الانسان من مظاهرة الخارجية وطريقة تشييده وحجمه وسعته من حفظ المياه كفيل بجعل الكرامة الانسانية اكثر رونقاً والمع بريقاً ، مشروع مياه ضخم عزيز كريم نبيل يعتز به الجميع كونه يقطع العطش ويسقي العطاش يبدأ من عوالي شرق مدينة النهود بعدد خمس ابار تدخ الماء على انبوب به محطات تقوية ودفع بمناطق تابر وود بقاري ثم الحوض الرئيس الذي يترك لزائريه اثراً ايجابياً لطموح الأجيال ويملأ عيون الأمل يرقق القلوب ويعضد فكر العقول بمشاهدته تخطر بالبال المجازفة على الربح المضمون ثم عرق الفكر وبناء الغد المأمول من حوض القرية لتجميع المياه تنطلق الأنابيب السوداء تشق الرمال متبطحة في عز وفخار لسقيا عدد من القرى بتشييد صهاريج ذات سعة كبيرة في الإتجاه الغربي بداء بقرية جميل الله ثم الغبشة جابر الى ود شعيفون الى جبارة
ثم عدد من الكيلومترات لمحطات في الإتجاه الجنوبي بدأت بام كشو ثم شنيبات الى الجم الى ود ابو ساق نهاية بابو ريدة المشروع ممول ومنفذ من قبل منح البنك الأفريقي بمبلغ احد عشر مليار يور ، ليصل التنفيذ الكلي للمشروع نسبة 90% تقف خلفه جهود عظيمة ومقدرة من لجنة القرية ثم ذكر عالى للبدايات للدكتور بشير عمر فضل الله الذي امتد اياديه وافكاره لسقيا انسان المنطقة وحل مشكلة المياة حلا نهائيا فالتنمية المقصودة ولكي تحل كسباً حلالاً يقودها الانسان بنفسه والبشر انفسهم رواد وقادة التغيير اخلص أن توفر البنية التحتية والطرق والمياه ومراكز العمل الصحي والكهرباء وطبيعة السكن والأشياء التي تسمح بالحفاظ على سبل العيش الكريم كالتعليم و‎الرعاية الصحية هي من صميم عمل قادة المستقبل الذين يخططون لإدارة الشأن العام لاي مستوى فالمجتمع هو الشعور بالتماسك والهوية والأنشطة المشتركة وما يجمع الساكنين من تبادل المهام ومساعدة الجيران والروابط الاجتماعية التي تنطوي على العلاقات التي خلقت الشعور المستمر بالتماسك والتنوع
هنيئا لأهل كنجارة التي استمتعنا بزيارتها في يوم الفداء ..

      ونلتقي
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!