الرؤية نيوز

بتنسيق من الاتحادي الأصل.. (الحلو) في (مصر).. زيارة استثنائية

0

تقرير: محمد جمال قندول
تواترت أنباء عن اعتزام رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو زيارة القاهرة للقاء الإدارة المصرية، وذلك بالتنسيق مع الحزب الاتحادي الأصل في مساعٍ من الكيان السياسي للختمية لاستقطاب الحلو لمساحات الحوار والتلاقي، ولكنه ظل عصياً على السلام.
الخطوة اعتبرها مراقبون سانحةً طيبةً للتفاكر حول سبل استقدام الرجل للسلام للتفاكر بشأن حل الأزمة السياسية التي تتعقد من يوماً بعد الآخر.
(1)
وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل قد غادر إلى جوبا للقاء الحركة الشعبية بزعامة الحلو قبل نحو ثلاثة أسابيع، وذلك في إطار المساعي المبذولة لالحاق الرافضين باتفاقية سلام جوبا.
ويرى مراقبون أن زيارة الحلو لمصر تأتي في سياق النقاش لحل الأزمة السودانية وفق مخرجات القاهرة التي جمعت أكثر من (75) مكوناً سياسياً في مطلع فبراير الماضي، وشكلت جبهة عريضة تمخضت عنها تنسيقية قوى القاهرة، ومن ضمنها الكتلة الديمقراطية التي بداخلها عدد كبير من أطراف سلام جوبا.
وينتظر أن يصل عبد العزيز الحلو إلى القاهرة يوم الإثنين المقبل، حيث يلتقي جعفر الميرغني وعدداً من قيادات الكتلة الديمقراطية، ويأتي ذلك في سياق مخاطبة حل الأزمة السودانية، باعتبار أن الكتلة مازالت رافضة للعملية السياسية التي يتشددون في عدم قبولها وإيجاز مسببات رفضهم في أن الاتفاق الإطاري لم يخاطب حتى الآن القضايا الحقيقية، كما أن موقف الحركة الشعبية يتطابق مع موقف جعفر الميرغني ورفقائه، فيما يذهب خبراء سياسيون إلى أنها قد تكون نقطة تلاقٍ للنقاش وتفكيك واستعراض أسباب الأزمة.
(2)
ومنذ ذهاب نظام البشير ظل الحلو برفقة عبد الواحد محمد نور من أبرز الرافضين للانضمام للسلام، فبعد أن استقبلت الخرطوم مناوي وجبريل والهادي إدريس والتوم هجو والطاهر حجر وآخرين، لم يكتمل بعد عرس السلام الشامل الذي ظل ناقصاً، الأمر الذي جعل الوفود تشد الرحال من حين لآخر لعدد من العواصم، حيث استقبلت جوبا جموعاً من القادمين إليها في محاولات لجذب الحلو وحركته للسلام، حيث التقاه رئيس مجلس السيادة البرهان ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك والحزب الشيوعي وحزب الأمة وآخرهم الاتحادي الأصل، ورغم كل اللقاءات التي كانت جوبا مرتكزها بين الحادبين على السلام من جهة والحركة الشعبية من جانب آخر، إلا أنها لم تحرك راكد جمود الشعبية، ولم تحدث اختراقاً سوى الوعود الدبلوماسية من الحلو.
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. عبد الرحيم حسين أن زيارة الحلو للقاهرة قد تكون مختلفة عن العواصم التي زارها زعيم الحركة الشعبية، كما أنها تعد خطوةً ممتازةً من الاتحادي الأصل بتحريك راكد أهم الملفات وهو السلام، بجانب أنها تبرز الحركة الدؤوبة لقيادات الاتحاديين أخيراً التي أعادت للحزب تاريخه القديم الذي كان مفقوداً لسنوات طويلة بريادة المشهد، غير أن محدثي لا يرى أن زيارة واحدة كفيلة بأن تحدث اختراقاً في موقف الحلو، الأمر الذي يتطلب المزيد من الجهود من الاتحادي بمعاونة حلفائه داخل الكتلة الديمقراطية، على غرار حركتي جبريل ومناوي اللذين جمعهما بالحلو العمل المعارض لحكومة الإنقاذ.
(3)
وثمة تعقيدات كبيرة تلازم المشهد السياسي الذي يمر بمنعطف خطير جراء إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر المعروفة بقرارات البرهان التي أفضت لنهاية الشراكة بين المكونين العسكري والمدني، مما فاقم الأزمة السياسية السودانية التي من ضمنها كيفية إلحاق الرافضين بالسلام على غرار الحلو وعبد الواحد، وتذهب بعض الأصوات إلى أن اللقاء الذي سيجمع الحركة الشعبية بالحكومة المصرية من جهة والاتحادي وقيادات الكتلة الديمقراطية من جانب آخر، بمثابة اجتماعات تكتيكية الغرض منها محاولة الضغط على الحرية والتغيير المجلس المركزي والموقعين على الاتفاق الإطاري في محاولة لتوسيعه وتعديله.
وقطعاً ستتجه الأنظار يوم الإثنين القادم صوب القاهرة التي تجمع في لقاء استثنائي الحلو وجعفر وربما قيادات كبيرة من الكتلة، ولكن التنبؤ بمخرجاته يبدو سابقاً لأوانه في انتظار قادم المواعيد.

الانتباهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!