الرؤية نيوز

كيف يفكر الإسلامويون في السودان  وكيف يفلتون من المحاسبة كل مرة؟

0

منيرالتريكي

ما هي أفضل طريقة لهزيمة الإسلامويين وتأسيس دولة مدنية كاملة الدسم؟ .
ختمنا بهذا السؤال مقالنا السابق . للإجابة علينا أولاً معرفة كيف يفكر الإسلامويون تشكل وعي غالبية الإخوان المسلمون منذ البداية على فكرة أنهم قلة متمسكة بالدين وأن الباقين غافلون . هذا التفكير سيظل يؤثر في وعيهم الجمعي حتى وهم في قمة تمكنهم من السلطة والمال . تكمن خطورة هذا التفكير في التبرير لكل ما يحقق لهم التسلّط . وهم مخلصون لقضيتهم فيما يخص التنظيم وليس فيما يخص المبدأ . في مقال قبل سنوات ذكرت أن سوء التطبيق لا يقدح في سمو المنهج . فكرة المنهج السامي لا يسايرها عند الإسلامويين تطبيق عملي مقبول . حتى قادتهم يعترفون بالتشوية الذي أحدثته التجربة المتدثرة بالإسلام . الإسلامويون يعتمدون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. لهذا يحللون لأنفسهم كثير مما يحرمونه على غيرهم يبيحون الكذب بمختلف ألوانه لخدمة تنظيمهم . يستبيحون أموال الناس وأعراضهم بمختلف الطرق لتمكين أنفسهم وتنفيذ أجندتهم . إعلامياً ينشط الإسلامويون في قراءة وتحليل كل ما يكتب وينشر في وسائل الاعلام المختلفة . يدرسون كل ما يخص موضوعات السياسة داخلياً وإتجاهات السياسة الدولية بكل مستجداتها ثم يضعون خططهم . هذا يجعلهم في وضعية إستباقية . هم دخلوا أجهزة الإعلام وتمركزوا فيها منذ المصالحة مع مايو 1977م. حينها نصبوا أنفسهم حُماة الاسلام ودُعاته في إفريقيا. إستقطبوا أموالاً طائلة من السعودية و دول الخليج .
أيضاً نجدهم يطبقون مبدأ فرّق تسُد . ينشط الإخوان الإسلامويون في إستهداف نقاط تجمع القوى السياسية الأخرى وضربها لشق الصفوف يقومون بإستمالة بعض الناشطين في القوي السياسية وتشكيك هذه القوى في بعضها البعض. بالمقابل نجدهم يبقون كتلة واحدة في السراء  والضراء . يجيدون التسويات وعقد الصفقات وتمييع قضايا الفساد في الغرف المغلقة. أيضاً نجدهم يروجون للخيارات الثانوية لصرف الآخرين عن الخيارات الأولى التي تحقق الأهداف الكبرى. يشغلون القوي السياسية بموضوعات رنانة لا تخدم القضايا الملحة. من ذلك قضية الهوية وجدل العربي والأفريقي ومصادر التشريع في الدستور وغيرها. هذه قضايا مهمة لكن تُثار في وقتها لشغل الناس والغرق في تفاصيلها . هي كلمة حق أُريد بها باطل . يشترون الوقت بالمماطلة عندما لا تكون مسارات الأحداث في صالحهم. مثال ذلك تأخير التوقيع على اتفاقية الميرغني/ قرنق 1988م . الإتفاق تم قبوله من كل القوى السياسية حينها ماعدا الجبهة الاسلامية وقيادة حزب الأمة. تم تأخر التوقيع لعدة أشهر لإشتراط تضمين كلمة واحدة للاتفاقية. الكلمة هي (بتعديلاتها). هذا المطل منح الإسلامويين  الوقت الكافي للإعداد لإنقلاب 30 يونيو 1989م . كان من المقرر توقيع الإتفاقية (بعد المماطلة) يوم 4 يوليو 1989م . بعد ثلاثين سنة من الخراب سقط النظام . للأسف أيضاً تكررت المماطلة. منذ 6 ابريل 2019م م ولعدة أشهر سيماطل عسكر الإسلامويون في الوصول لإتفاق مع قوى الثورة . سيتغلون الوقت الثمين في ترتيب أمورهم وإخفاء ادلة فسادهم وتهريب أموال الشعب بعد أشهر قليلة سينقضون على شركائهم المدنيين بإنقلاب . الإنقلاب الأخير أوقف التحقيقات في جرائمهم وأطلق سراح رموزهم وعطل مسيرة الثورة نحو اهدافها النبيلة.  المبدأ الخفي للإسلامويين هو الوقوف ضد قيام دولة مدنية بكل الطرق . أضواء  الديمقراطية تكشف فسادهم. الأنظمة العسكرية تمنحهم الحماية وتقنّن فسادهم . لهذا يجب إيقافهم رأفة بهم أولاً قبل إلحاق المزيد من الأضرار بالشعب وإجتراح المزيد من الأوزار.
بعد أن عرفنا طريقة تفكيرهم . يمكننا وضع خطط لإفشال مخططهم الرامي للإستحواذ على السلطة وإستغلالها لمواصلة نهب موارد السودان وإخفاء جرائمهم . هذه الخطط نجْملها في  واجب القوى السياسية الأخرى في تحقيق إتفاق على نقاط جوهرية وترتيب الأولويات وتبني سياسات واقعية وإعتماد قوة عسكرية ملزمة تضمن تنفيذ قرارات الإتفاق السياسي وتحمي المدنية وغربلة مؤسسات الدولة ووضع نُزهاء في المراكز الحساسة وتصحيح الإقتصاد بمحاربة الانشطة الطفيلية وحوسبة الأموال وتجفيف الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي وإستمالة بعض الإسلاميين لصف الثورة وإعتماد سياسة خارجية تستقطب شركاء فاعلين والأهم تبني سياسة إعلامية تزيد جرعات الوعي وتعيد تصحيح كثير من المفاهيم التي رسخها النظام البائد لخدمة مصالحه . هذه هي بعض النقاط البارزة ونضيف أخرى بشيء من التفصيل في مقال قادم باذن الله.

الراكوبة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!