الرؤية نيوز

إبراهيم عربي يكتب..(مشروع القرن)..فرحة العطاشا (1 – 2)

0


عاشت منطقة دار حمر أمس الاثنين 23 مايو 2022 فرحة غامرة بإفتتاح (مشروع القرن) الذي إنتظرته سنين عددا ، وهو أول مشروع خدمي مجتمعي من نوعه منذ أكثر من ثلاثة سنوات ، وإذ تمثل الحدث في تدشين المياه في الخط الشمالي (ود البدري – عيال بخيت) بطول (64) كلم ، قال عنه الشرتاي عبد الرحمن كنا نحلم بالمياه ولكننا ماكنا نحلم بمثل (مشروع القرن) هذا فكانت حقا (فرحة العطاشا) ، كيف لا فالماء هو عصب الحياة وشريانها الرئيسي ويقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ) ، وبالتالي فإن مستقبل العالم كله وحياته في حركته وسكونه رهين بوجود هذه النعمة المهمة (الماء) ، ويظل مشروع القرن هذا ثاني أكبر المشروعات ليس في دار حمر لوحدها بل في كل منطقة الصخور الاساسية المعروفة بمثلث العطش الممتد من غرب وشمال كردفان إلي شمال دارفور.
رغم إنعدام الطرق وهي أساس التنمية والخدمات ورغم رداءة الموجود منها ووعورة طريق (الأبيض – النهود) المتهالك إلا أن المنطقة عاشت بالأمس الأفراح علي طول الخط الناقل في (13) محطة مياه ضربوا النحاس والطبول ورقصوا التوية والكرنق والجراري والهسيس والطمبور فكان سباق الخيل والهجن حاضرا حيث أنشدت الحكامات والهدايين شعرا ونثر الشعراء الجيلي جاد الرب والأحدب وإخوانهم شعرا وغزلا جسدت فرحة العطاشا الذين سبقت معاناتهم مع الماء سيرة الطريق المتهالك من الأبيض الي النهود والذي بدأت اعمال الصيانة فيه ولكنها توقفت منذ أكثر من (4) أشهر بسبب عدم التمويل فهل تسعف تعهدات وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم بالأمس الموقف ام تظل مجرد وعودا سياسية..؟! ، بلا شك من حق أهلنا في دار حمر أن يفرحوا بالماء ومن حقهم علينا أن نحتفل ونفرح معهم بإفتتاح (مشروع القرن) ومن حقهم أن ينعموا بالطرق والماء وخدمات التعليم والصحة والكهرباء وكافة الخدمات ومشروعات التنمية .
لأهلنا في كردفان خاصة حكاية مع الماء منذ القدم لا سيما في منطقة دار حمر حيث درج أسلافهم علي إستخدام جزوع التبلدي لتخرين مياه الأمطار لفترة الصيف قبل أن تأتي فكرة الخزانات والأحواض والقرب وبل ظل الماء يشكل هاجسا للأسر وهو سببا في إرتفاع نسبة الأمية لا سيما وسط النساء وقد ظل يشكل هاجسا لدي المسؤولون التربيون بسبب التسرب الدراسي وتدني مستوي التعليم وإنخفاض مستوي التحصيل الأكاديمي وبل سببا أساسيا في النزوح وهجرة الأهالي لمناطقهم وقد ظلت المياه تشكل أزمة كبري مع تكاثر البشرية وتزايد أعداد الثروة الحيوانية مع التطور والحداثة والنقلة النوعية في حاجة إستخدام المياه ولذلك تعددت الطرق والوسائل للبحث عن مخرج لحل تلكم الأزمة فكان (مشروع القرن) الذي تم تدشين بالأمس بخط مياه (ود البدري – عيال بخيت) بطول (64) كلم تقريبا ضربة البداية ويجسد عظمة هذا الإنجاز ويؤكد أن شركة ويلز كانت عند الموعد وعلي العهد ..! .
علي كل للمياه في كردفان قصة كتب فيها الشعراء شعرا وتغني به الفنانون ونثر الأدباء أدبا وسجعا وكتبوا قصص وحكايات وأحاجي سارت بها الركبان ولم تكن قصيدة (أندريا حلاوة القرطاس) والتي كتبتها الشاعرة فاطمة إبراهيم بنداس التي توفيت قبل أشهر ماضية من العام الجاري 2022 تلكم الأغنية التي تغنت بها الفنانة نانسي عجاج مع بعض التعديلات (حسب رواية الباحث في التراث الكردفاني خالد الشيخ محمود) ، ماهي إلا واحدة من النماذج التي تجسد مشكلة العطش التي ظلت تشكل هاجسا لدي الكردافة ويقال أن (أندريا) هذا من أبناء الزاندي وقد ظل يعمل بهيئة توفير المياه منذ الخمسينات سائقا علي تناكر المياه لسقيا العطاشا حتي غادر الأبيض عائدا لبلده قبيل إنفصال جنوب السودان وظل أندريا ذكري طيبة بين الكردافة وكثير من المشاهد هنا تحكي أهمية من يعمل في مجال المياه حتي التناكر تزينت وتوشحت بالأكاليل والألوان والعبارات الرنانة والبوري المميز .
ولذلك جاءت أهمية فكرة (مشروع القرن) الذي تم توقيع عقده في العام 2016 تحديا كبيرا لشركة (ويلز للإستثمار والخدمات) والتي قطعت علي نفسها عهدا لتخوض في بحر التحديات رغم المتاريس والعقبات الكثيرة لتنفيذ المشروع في ظروف عصيبة واجهتها فيها البلاد من تقلبات في الأسعار وندرة في السلع والخدمات وتضخم في الاسعار وأزمات في السيولة وأزمة كورنا والتي تسببت في الأزمة الإقتصادية العالمية ، رغم كل ذلك كانت شركة ويلز للإستثمار والخدمات علي قدر التحدي لتنفذ (مشروع القرن) للمياه عبر خطين .
نواصل …
الرادار .. الثلاثاء 24 مايو 2022 . 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!