الرؤية نيوز

إبراهيم عربي يكتب: (مشروع القرن)..فرحة العطاشا (2 – 2)

0


غادرنا أهلنا في دار حمر وتركناهم يعيشون فرحة الحصول علي الماء وقد إمتدت إحتفالاتهم مهرجاناتهم علي طول خط المياه الشمالي من (أم البدري حتي عيال بخيت) بمحلية الخوي بطول (64) كلم تقريبا من خلال (5) محطات مياه عالية الإنتاجية وفي (13) محطة تدفقت فيها المياه اعتلتها الصهاريج في كل من (أم البدري ، ود البدري فعفعا ، شنق ، كورينا ، شقيفات ، بريمة رشيد ، محمدو، ابو منيقير ، سالم صافي ، أم نالة ، شطة ، عيال بخيت) معالم بارزة شاخصة لا تخطئها الأبصار تثير الأمان والإطمئنان .
إنها لحظات وفاء وتكريم لأصحاب الفضل الذين نالوا شرف المجاهدة لأجل أن يصبح المشروع واقعا وعلي رأسهم البرلماني المرحوم / مشاور جمعة سهل حتي لقب بنائب العطاشا تماما كما ظل ينافح ويكافح من أجل ذلك الأمير عبد القادر منعم منصور وآخرين من أبناء دار حمر وغيرهم كثر وقد إستحق جميعهم التكريم وقد تحقق الحلم أخيرا وأن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي أبدا ..!. 
إنها مشاهد وملاحظات وإنطباعات لاحتفالات جاء إليها الأهالي راجلين وركبانا كبارا وصغارا رجالا ونساء يحملون أطفالهن الرضع ويقطعون تلكم المسافات لينالوا شرف مشاهدة لحظات تدفق المياه تلك ومنهم من يحدوه الأمل أن تمتد أنبوب المياه لتصل إلي قريته وليس ذلك حلما بعيد المنال إذا ما إجتهدت اللجنة المشتركة المقترحة لإدارة المشروع وتفانت في مهمتها ، فما أعظم فرحة العطاشا تلك والتي تعني عندهم وضع حد لنهاية المعاناة في سبيل البحث عن المياه والتي تستغرق أكثر من (ثلاثة) ساعات يوميا وقد تجاوز سعر برميل الماء (1800) جنيه .
كيف لا يفرح هؤلاء وقد تدفق الماء الزلال أمام أعينهم وقد شاهد كل من وصل أم البدري ذلكم الحوض الضخم للمياه بسعة أكثر من (3000) متر مكعب وعدد (5) آبار للمياه عالية الإنتاجية مزودة بطلمبات مياه ذات مواصلات أوربية ومحطة طاقة شمسية ومولد كهربائي ضخم لكل منهم والمحطة مزود بأحدث التقنيات (نظام اسكادا) ، وهناك فصل تام بين أماكن شرب الإنسان والحيوان وأماكن خاصة لتناكر نقل المياه وملحق بكل محطة مشتل للهشاب ، قطعا ذلك يبعث علي الإطمئنان كما أكدها نائب مدير المشروع بشركة ويلز الباشمهندس الصادق الدود ردا علي سؤالنا وتخوفات الأهالي من نغمة (الرئيس ركب الطيارة .. والموية رجعت بارا) ..!.
تركنا أهلنا بدار حمر في سعادة غامرة من الأفراح المتواصلة بعد معاناة مع العطش (فرحة العطاشا) ، فالحدث يعني توفير 50% من دخل الأسرة وبداية إنطلاقة مشروعات الخدمات وإنسياب التنمية والإستقرار وان المنطقة موعودة بمستقبل مشرق ، لا سيما منطقة الخوي والتي بها ثاني أكبر محجر بيطري بالمنطقة يتميز بالضأن الحمري تلكم المحلية الموعودة التي يقودها محمدين أبو الحسن ضابطا إداريا فذا مجتهدا ومن خلقه رجال  لتحقيق الحلم لأهاليهم ، فالخوي في أمس الحاجة لصيانة الطريق المتهالك (الأبيض – النهود) وترقية خدمات المحجر البيطري الذي يفتقد للكثير من الخدمات لا تتناسب مع حجم الصادر الكبير أكثر من (مليون) رأس سنويا ، فضلا عن العجز الكبير في خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم ، غير أن وزير المالية الدكتور جبريل قد إلتقط القفاز لدي تشريفه إفتتاح الخط الشمالي أول مشروع خدمي تنموي مجتمعي منذ أكثر من (ثلاثة) سنوات ، معلنا زيادة سعة الخزانات في عيال بخيت باضافة خزانات جديدة ، نافيا توقف الصادر بالخوي واصفا إياها بالأخبار (المغرضة) وقد شاهدنا بأعيننا إنسياب عمليات شحن الصادر وإستمرار عمليات شراء الضأن الحمري بالخوي ، تماما كما أكد الدكتور جبريل توقيع عقدا مع شركة الجنيد لصيانة الطريق (الخوي – النهود) وواعدا بإفتتاح الخط الغربي  للمياه النهود بطول (70) كلم بعدد شهرين .
وبالتالي من حق شركة ويلز أن تفتخر بتنفيذ مشروع القرن وقد إستحقت وسام الإنجاز والإعجاز عن جدارة وإستحقاق رغم ما واجهها من عقبات ومتاريس لتنفيذ المشروع في ظل التغيير وتقلبات الأوضاع السياسية بالبلاد ، ومن حق مدير المشروع محمد أحمد الزين (ود الزين) أن يفتخر بشركته والتيم العامل (300) عامل ظلوا يعلمون كخلية النحل الواحدة ومن خلفهم إدارة وكوادر بقدرات وطنية وإرادة قوية بقيادة محمد خير فتح الرحمن وأحمد فضل المدير العام ونائبه محمد أحمد الذين والمهندس الصادق الدود وعلي رأس كل هؤلاء يقف رئيس مجلس الإدارة الدكتور علي جماع منطلقين من هم وطني ومسؤولية أخلاقية لتنفيذ المشروع فتحقق لهم الإنجاز بالصبر والمثابرة والمرابطة واستحقت الشركة أن تعتمد عليها الدولة كشركة قطاع خاص وطنية لتنفيذ مشروعات مماثلة وما أحوج البلاد لمثله من المشروعات .
وبلا شك أن السودان قد كسب من خلال تنفيذ (مشروع القرن) شركة ويلز للإستثمار والخدمات كشركة قطاع خاص وطنية بكفاءة ومواصفات عالمية سويا مع شركة نيوتك الوطنية (قطاع خاص) كجهة إستشارية للمشروع التابع لمياه الشرب والصرف الصحي وبرنامج بناء ورفع القدرات للمياه بقيمة (22) مليون يورو بتمويل من بنك التنمية الأفريقي كما أكد آدم موسي وزير البني التحتية والتنمية العمرانية المكلف بغرب كردفان ، بينما كسبت ويلز العطاء من خلال منافستها لأكثر من (13) شركة عالمية في العام 2016 وقد وقعت علي تنفيذ المشروع في العام 2018 لمياه الشرب بمبلغ (11) مليون يورو ، وقد ظلت (ويلز) تعمل منذ وقتها بهمة عالية وجدية رغم العقبات والمتاريس وتطورات الأوضاع في البلاد وتقلباتها التي ظلت تكيد كيدا .
من المشاهد والملاحظات التي تحتاج لمعالجات والتعامل معها بخذر شديد في إطار التنافس بين المكونات القبلية هناك أن كثير من أهالي القري شرقا غربا والتي لم يمر بها خط مياه (ود البدري – عيال بخيت) قد إحتشدوا علي قارعة الطريق مطالبين بتوصيل الماء إليهم وبلاشك هم يستحقون ذلك وعلي اللجنة المكلفة المشتركة مراعاتها وأعتقد أن الأمر يحتاج لجهود إضافية فنية وأمنية وقانونية وبشأن التعرفة والتعامل مع الماء لا سيما وأن المناطق الوسطي التي يمر بها خط المياه قد شكلت ضغطا علي مستوي ضخ المياه .
وليس ذلك فحسب بل لابد من وجود لجنة أمنية خاصة مزودة بقوة ولوائح وقوانين للتعامل مع الظواهر التي تتعلق بموضوع المياه وقد برزت خلافات حول المشروع والأرض لاسيما بشأن فكرة تسوير محطتي مياه الخط الشمالي في أم البدري ببوابة واحدة مما يعني أن تصبح كل الأرض حول المحطة حكومية (منفعة عامة) ويتوقع أن تتحول المنطقة حول المحطة الرئيسية والمحطات الفرعية لمناطق جذب سكاني وهذا ما يتطلب من الوالي خالد جيلي تسريع الخطي باتخاذ القرارات المطلوبة بالتعاون والتنسيق مع الإدارات الأهلية التي أكد ممثلوها علي ضرورة تفويت الفرصة علي الأعداء بوحدة الصف وجمع الكلمة وتحقيق الإستقرار والتنمية والخدمات .
الرادار .. الاربعاء 25 مايو 2022 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!