الرؤية نيوز

صديق البصيلي يكتب: طريق «الأبيض الخوي النهود» حكاية معاناة خرجت من رحم الفشل..!

0

سطور متعرجة – صديق البصيلي
طريق «الأبيض الخوي النهود» حكاية معاناة خرجت من رحم الفشل..!

طريق الإنقاذ الغربي واحد من أهم الطرق التي تربط العاصمة السودانية الخرطوم بغرب السودان وله أهميته الإقتصادية والإجتماعية في كردفان ودارفور و حتى على مستوى دول الجوار ومنه الجزء الذي يربط مدينة الأبيض، الخوي، النهود عندما تم تشييده آنذاك كانت الأفراح تتطاير وتتسامى في البدو والحضر وذلك بإنفراج وحل مشكلة السفر وإختصار المسافات الطوال ومعاناة الترحال في قيزان الرمال بينما إندياح التنمية يريح البال نظراً لخدمات النقل البري التي يستفيد منها الجميع و فرحوا عابري الطريق بالبشريات السّرة التي أعتبروها نهاية المعاناة. وفي السنوات الأخيرة قبل سقوط الحكومة السابقة بدأ طريق الأبيض، الخوي، النهود يفرز الفضائح الغائبة التي كشفت عنها الأيام والتي أظهرت أن الطريق معمول بصورة (وهمية) غير مطابقة للمواصفات الهندسية العالمية، عبارة عن خارطة بها طبقات رملية هشة وعليها عجينة خرصانية من خام الأسفلت ربما منتهية الصلاحية ومغطغة بطريقة فنية وشهد الطريق تدهور مريع وبات مخجل للغاية بدلاً ما كان يحل مشكلة أصبح يصنع الكوارث والحوادث المرورية المؤسفة المزعجة جداً والتي أودت بحياة مئات المسافرين وهناك شكاوى متكررة من ردائة الطريق ومخاطره على حياة البشرية لكنها لم تجد أذناً صاغية وكنا نتابع كثيراً وبإهتمام من على البُعد حالات الحوادث الشنيعة ولكن من رأى ليس كمن سمع وعندما ساقتي الأقدام الأسبوع الماضي لتغطية برنامج إفتتاح مشروع الخط الناقل للمياه من أم البدري إلى عيال بخيت وفي طريقنا من النهود إلى الخوي فكانت الدهشة مؤلمة في محل العلاج بالكي و(الشارع الني) المتهالك تماماً طبقات من (هبوت) و جرفتها مياه الخريف حيث الحُفر العميقة والعترات المريعة التي عكرت صفوت سائقي السيارات بالتركيز العالي مع القيادة وتأخير في الزمن وصرف للوقود إستهلاك الإطارات والإسبيرات، خسائر مادية وبشرية يجنيها ويتكبدها عابر الطريق المنتهي.. من الأفضل والنجح أن تسير الرحلات على سهول القوز وكثبان الرمال ومشاققة الجُرّابات وأن طالت المسافات (طريق السلامة للحول قريب) أسهل على المسافرين بكثير من مرض النفسيات وموت الحوادث بالكميات وآخرها الحادث الذي أودى بحياة أكثر من عشرين راكباً على الأقل هو الذي أدى إلى تدخل شرطة المرور السريع بمراقبة البصات السفرية وتمريرها بالطوف تهدئةً للسرعة وتجنباً لمخاطر الحوادث لكن المشكلة ليس في السرعة الزيادة المشكلة تكمن في الطريق نفسه يا سادة. ما يحتاجه الطريق ليس إعادة نظر صيانة وتأهيل وترميم بل إلى تشييد جديد (عديل) والناظر لهذا الطريق ولأبعد مسافة لا يجد أثر الأسفلت بل هو ردمية عادية وشلعتها الأمطار.. والغريب في الأمر أن مدير عام وزارة البنى التحتية بغرب كردفان ذكر في مؤتمر صحفي له بقاعة مجلس الوزراء بأمانة الحكومة الفولة أن تأهيل طريق(الأبيض الخوي النهود) داخل ضمن موازنة الدولة للعام الحالي (٢٠٢٢) والآن مضى نصف الزمن من عمر السنة ولم نر أي خطوة تؤكد ذلك، نحن نعلم تماماً أن ميزانية الطرق تمويل إتحادي لكن هذا الملف يحتاج وقفة صلبة، على وزارة الطرق والجسور والبنى التحتية والتنمية العمرانية والمالية وكل الجهات المعنية والمانحين والمهتمين عليهم أن يضعوا هذا الملف محور إهتمام قبل – الضو الفي آخر النفق ما يبقى ظلام – كنت أتمنى زيارة وزير المالية والتخطيط الإقتصادي د. جبريل إبراهيم برفقة وزير الري لولاية غرب كردفان لإفتتاح مشروع خط المياه بالنهود والخوي أن يأتي براً حتى يتذوق مرارة المعاناة والمأساة وهو إبن غرب السودان المختار وزيراً ومسؤلاً عن ولاية المال العام للدولة وصرفه عبر بنود ذات الأهمية النسبية حسب الأولوية ربما نجد الإجابة عن السؤال ماذا عن نصيب غرب كردفان من قسمة الموارد في مشاريع التنمية من دولة السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!